جمانة جمال: نهر من الإحساس الفني يتدفق من قلب اليمن

همدان الحقب:

حين تسمع أغنية فضل شاكر الأخيرة، “صحاك الشوق”، يطير قلبك مع تدفق الإحساس، وكأن كل لحن وكل كلمة تنساب مثل نهر صافٍ، رقراق، يلمس أعماق الروح. ذلك الجمال الذي يخطفك ليس من كلمات الفنان وحده، بل من روح الشاعرة والملحنة اليمنية الشابة، جمانة جمال.

جمانة، في منتصف عشرينياتها، تحمل في قلبها إبداعًا يفوق عمرها بقرن. موهبتها، التي بدأت في كتابة الشعر الفصيح منذ سن الثالثة عشرة، جعلتها تصنع من كلماتها وألحانها أعمالًا غناها عدد كبير من الفنانين الكبار والصغار على حد سواء. فقد غنى لها كاظم الساهر، نوال الكويتية، عبدالله الرويشد، فضل شاكر، إضافة إلى جيل من الفنانين الشباب الذين وجدوا في كلماتها وألحانها موسيقى تخاطب قلوبهم، لتحول قصائدها إلى أغانٍ نابضة بالإحساس والجمال.

إنها جمانة جمال، التي تهمس بالكلمات، فتغدو مثل قطرات المطر على جبال اليمن الشامخة، فتغمر الأرض، فتروي الروح، فتزرع الجمال في النفوس. إنها تمطر شعراً وشجناً، كغيمة عانقت ذرى الجبال اليمنية، ثم أمطرت بألحانها وفنها، لترسم لوحة فنية متألقة، تجمع بين القوة والرقة، بين الشجن والبهجة.

اليمن، بلدها، يظل في عالم الفن العربي كعسل صافٍ، يثبت نفسه بصوت وإبداع أبنائه وبناته، وتكون جمانة إحدى تلك النجوم اللامعة التي تضيء سماء الفن بأصالة وعمق. أعمالها تحمل همس الماضي وروح الحاضر، وتفتح للناظر قلبًا على ثقافة غنية، وعالم من الإحساس الذي يمس القلب بلا استئذان.

حين تسمع كلماتها وألحانها، تشعر وكأنك على ضفاف نهر من الشعر والموسيقى، تتدفق فيه المياه بلطف، تهز كل شعرة في روحك، لتكتشف أن الفن الحقيقي لا عمر له، ولا حدود، بل هو إحساس صافٍ يصل إلى كل من يفتح قلبه ليستمع.

جمانة جمال ليست مجرد شاعرة وملحنة، بل رمز للإبداع اليمني المعاصر، شهادة على أن الفن الحقيقي يولد من الروح، ويصنع الجمال أينما وُجد. ومع كل أغنية، ومع كل كلمة ولحن، تواصل هذه الشابة كتابة فصول جديدة من الفن العربي، بفصاحة الشعر، ورقة الإحساس، وعمق المعنى..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى