الدكتور أمير غالب..من قرية صغيرة في اليمن إلى البيت الأبيض 

البروفيسور أيوب الحمادي:

أمس لفت انتباهي عدد من المنشورات التي تنتقد الدكتور أمير غالب، وللأمانة كان الأمر مثيرًا للسخرية. فهناك من اختزلوا العالم في عقدهم وفشلهم، وامتلأت قلوبهم غلًّا على كل ناجح يفضح بفوزه وتميزه وعمله ومواقفه عجزهم. يكرهون أن يروا أحدًا منّا يحقق إنجازًا أو يحدث فرقًا، ولذلك يتربصون بكل من يتقدم خطوة وكأن المناصب تصنع الرجال، غافلين عن أن الرجال هم من يصنعون الفرص والأحداث.

هذه الثقافة المريضة يجب أن تتوقف فنحن لاننافس بعض وانما ننافس بين الامم ؛ فقد تحولنا في مجتمع المهجر إلى بيئة تعيق بعضنا البعض بدل أن تدعم أبناءها، ونسينا أن واجبنا أن نساند كل مهاجر يرفع اسمنا عاليًا ويعكس صورة مشرّفة عنا جميعًا داخل المجتمع الجديد أننا جزء فاعل ومنتج منه.

مقالات ذات صلة

علينا أن نتوقف عن تداول ما يروّجه من لا يريد الخير للدكتور أمير غالب، لأن كل ما يقال ليس إلا محاولات يائسة لتشويه صورة رجل مبدئي وصادق، لم يساوم يومًا على قيمه، ولم يتراجع عن قناعاته منذ اللحظة الأولى. كان وسيبقى مثالًا نموذجيًا للمهاجر العربي في بلده الجديد، ومواطنًا مثاليًا يجسد أرقى صور الالتزام والمسؤولية.

من يعرفه جيدًا يدرك أنه رمز للثبات والنزاهة والإخلاص. نشأ على مبادئ العدالة والاحترام والكرامة الإنسانية بلا تمييز، وخدم مجتمعه اليمني والعربي والأمريكي بروح عالية ومسؤولية صادقة، بعيدًا عن أي انحياز أو تفرقة. ورغم كل الضغوط واللوبيات التي حاولت إقصاءه أو عرقلته، بقي رجلًا حرًّا لا يخضع ولا يساوم، ولا يتحرك إلا وفق ما يمليه عليه ضميره، سواء اتفق معه الآخرون أم اختلفوا. إن قصته تجسد أجمل ما في اليمن وأمريكا، وتقدم صورة حية لتكامل الثقافة، والسلوك النبيل، والانتماء الإنساني والتميز بالعمل والمواقف.

لم يصعد الدكتور أمير غالب بوساطة، ولم تُفتح له الأبواب بمحض الصدفة، بل شق طريقه بجهده وتعبه وعلمه وأخلاقه ومبادراته الصادقة لخدمة الناس. بدأ من قرية صغيرة لا تُذكر في اليمن، لكنه كتب قصة نجاحه بنفسه، سطرًا بعد سطر، حتى صار قدوة لكل من يريد أن ينجح بشرف وإصرار في المهجر.

وبالنسبة لنا كيمنيين وعرب في الخارج، يبقى الدكتور أمير غالب مواطنًا يمنيًا عربيًا أمريكيًا نفتخر به، ورمزًا للنجاح والمبدأ والنزاهة والمواقف الصادقة. نقدر جهوده ونجاحه ونفتخر به، لأنه يعكس الصورة التي نريدها لأنفسنا ولأبنائنا في الاغتراب. وحقًّا من المحزن أن نحارب الناجح المجتهد والمثابر منا حتى يفشل لإشباع غرورنا وعقدنا، بينما الأمم الأخرى تدعم الفاشل حتى ينجح، على الأقل لتجنّب شرّ فشله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى