ماذا لو أصدر الرئيس قرارًا بتعيين المقدم رامي رشيد مديرًا لشرطة تعز؟

جميل الصامت:

لو كنت محافظًا، لن أترك حبر استقالة المقدم رامي رشيد يجف حتى أكون في المعاشيق لدى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ولن أبارح مكتبه عائدًا حتى يكون قد أصدر قرارًا جمهوريًا بتعيين العقيد رامي رشيد مديرًا عامًا لشرطة محافظة تعز.

في ظني، أن الرئيس د. رشاد العليمي، لو أصدر ذلك القرار، لاختصر ثلثي المسافة على أبناء تعز، ولتمكنت تعز من تجاوز عثراتها، واستعادة دورها ومكانتها، ولأصبحت الأكثر أمنًا وأمانًا.

فهل يفعلها الرئيس؟ وأجزم أنه سيكون أصوب قرار يتخذه لحلحلة معضلة تعز.

 

ليس هناك في تعز كلها رجل أمن نال رضا الناس كهذا الضابط الذي لم أتشرف بلقائه أو معرفته إلا عبر اتصال يتيم حول قضية قتل في المسراخ قبل حوالي ثمانية أشهر.

لعل الناس في تعز فقدوا الأمل في المؤسسة الأمنية بعد أخونتها وإزاحة أغلب كادرها، فوجدوا في هذا الضابط ما يعوض عما يطلبونه من حنكة ومهنية غائبة في المؤسسة القائمة.

لم أعهد أن ينظم مواطنون قصائد شعر أو يتداعوا للاحتجاج على نقل أو إبعاد ضابط كما يحدث في جبل حبشي، وقبلها في المسراخ والصافية في ريف تعز.

لم ألتفت إليه واعتبرته بداية كأي ضابط في زمن الحرب، بل وشاركت في مظاهرة ضده أمام نيابة الاستئناف وإدارة شرطة تعز قبل عامين على خلفية مقتل شخصين في الصافية بريف تعز.

بعدها، بدأت أتتبع خلفيات الموضوع ولم أنشر ما وثقته؛ لأن الصورة لم تكن واضحة أمامي حول خلفيات الموضوع. أحسست أن في الأمر شيئًا، وأن هناك استهدافًا، حتى جمعت معلومات أشبه ما تكون باستخباراتية حول الضابط الأمني رامي رشيد، فضلًا عن اتصالات وتأكيدات حول مهنية الرجل، وكيف تمكن من مكافحة عصابات المخدرات وغيرها، وكيف ضبط الأمن في الصافية، حتى نُقل إلى المسراخ.

صادفت مواطنين عاديين يتحدثون عن مدير الأمن الجديد الذي أنهى الفوضى وأسقط دولة بئيس – العقور، المنطقتين المتحكمتين بالشأن الأمني، والتي تحولت معها إدارة الأمن إلى ما يشبه ديوان شيخ للعدالات والنفاق وتصفية الحسابات.

لاحظت ارتياحًا لم أعهده تجاه الضابط رشيد من بسطاء يمتدحونه، فزاد من فضولي أكثر للبحث والتتبع للرجل، ورفضت التعامل مع حالات الاصطياد المعتادة تجاه الناجحين والمخلصين من منافسيهم وحسّادهم.

بالطبع، الأخطاء لا يسلم منها أحد ما دام يعمل.

تداعى أبناء المسراخ للاحتجاج فور علمهم بقرار النقل، رفضًا لنقله إلى مديرية جبل حبشي. وكذاك يفعل أبناء الأخيرة يوم غد السبت في مقر المديرية.

ذات مرة، سألني ضابط أمني: “هل رامي رشيد ناصري؟”، فرددت عليه: “وهل أنت إخواني؟”. سكت. فقلت: “هو ضابط شرطة، وأي مهني فنحن نقف إلى جانبه، حتى لو كان إخوانيًا”.

بعض الضباط المعارضين لجماعة الإخوان أشاروا علي بفكرة استخدام اسم رامي رشيد عند كتاباتي عن فشل ضباط سلطة الإخوان.

أدركت أن هناك غيرة من حنكة الرجل ومهنيته، حتى أن بعضهم أكد أنه الأنسب لإدارة الشأن الأمني في ريف تعز الجنوبي، الذي يعاني من الفوضى والانفلات والتهريب.

لم يحدث أن يترك رجل أمن أثرًا طيبًا في نفوس الناس إلا نادرًا، لا سيما في زمن الحرب، التي يغيب فيها الشرفاء ويظهر الأدعياء وأنصاف الرجال والفوضويون واللصوص.

شيء طيب أن يودّع الناس ضابط شرطة بمشاعر طيبة، رغم أنه لم يمضِ على إدارته سوى بضعة أشهر. على غير المعتاد، أن كل من يتسلم إدارة ضبط يتحول إلى مستثمر وفاسد معتق من أول يوم.

المقدم رامي رشيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى