تقرير: انتشار تدخين الشيشة بين الفتيات في تعز.. ظاهرة مقلقة وتحديات صحية

تقرير معالي أحمد _ رواها 360 :
يُعد تدخين الشيشة ظاهرة متنامية بين الشباب في مدينة تعز ومدن ومناطق مختلفة بالبلاد، وخصوصًا بين الفتيات، حيث بات الإقبال عليها جزءًا من الحياة الاجتماعية اليومية.
وترجع تقارير رسمية هذا الانتشار المتزايد إلى توفر وسائل التدخين التقليدية وتطورها إلى جانب الجلسات الاجتماعية التي تسهم في تعويد الأفراد على هذه العادة.
عوامل انتشار التدخين بين الفتيات
تؤكد ربا المشولي (22 عامًا) في حديثها لـ”رواها 360″، أن التدخين أصبح ظاهرة مقبولة مجتمعيًا إلى حد كبير، حيث لم يعد تدخين الفتيات للشيشة أمرًا مستهجنًا كما كان في السابق، سواء داخل المنازل أو في الأماكن العامة، رغم الأضرار الصحية الخطيرة المترتبة عليه.
وتشير إلى أن بعض الفتيات يدخنّ الشيشة سرًا بعيدًا عن أنظار اُسرهن، خصوصًا في المجتمعات التي تفرض قيودًا اجتماعية صارمة على الفتيات، ما يدفعهن إلى خوض التجربة سرًا، حتى يتحول الأمر إلى إدمان يصعب التخلص منه.
من جهته، يرى الصحفي محمد النمر أن غياب الرقابة الأسرية وعدم متابعة الأهل للفتيات يجعل بعضهن عرضة للوقوع في فخ الإدمان، خاصة عند التأثر بصديقات مدخنات يشاركن في جلسات خاصة للتدخين.
الآثار الصحية الخطيرة
و على الرغم من إدراك كثير من الفتيات لمخاطر التدخين، فإن الإقلاع عنه ليس بالأمر السهل. سمية الشرعبي (اسم مستعار، 20 عامًا)، تقول لـ”رواها”: “بدأت التدخين قبل أربع سنوات مع شقيقتي في المنزل، ولم يبدِ والدي اعتراضًا على ذلك، لكنني أدمنت الشيشة، ولم أستطع الإقلاع عنها حتى بعد وفاة شقيقتي بسبب سرطان الرئة”.
وتشير تقارير صحية إلى أن مادة “الأسيتالديهيد” الموجودة في تبغ الشيشة تساهم في تعزيز التأثير الإدماني، ما يجعل الإقلاع عن التدخين صعبًا للغاية.
أضرار التدخين على الصحة
يؤكد الدكتور محي الدين قاسم، وهو طبيب عام في تعز، أن تدخين الشيشة يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا، حيث يحتوي الدخان على مستويات مرتفعة من المواد الكيميائية السامة، مثل القطران وأول أكسيد الكربون، ما يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة، أبرزها: السرطان: يشمل سرطان الرئة والمعدة والمثانة والفم.
أمراض القلب: نتيجة استنشاق المواد السامة التي تؤثر على الأوعية الدموية.
التسمم بأول أكسيد الكربون: ما قد يؤدي إلى مشكلات تنفسية خطيرة.
تأثيرات على الحمل: حيث يؤدي تدخين الحوامل للشيشة إلى ولادة أطفال بوزن منخفض.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن التدخين السلبي يضر غير المدخنين أيضًا، حيث يستنشق المحيطون بالمدخن نفس المواد السامة، ما يزيد من خطر إصابتهم بسرطان الرئة وأمراض القلب التاجية.
سبل الحد من الظاهرة
وتشدد منظمة الصحة العالمية على أهمية اتخاذ إجراءات رقابية صارمة للحد من انتشار تدخين الشيشة، من بينها: فرض ضرائب مرتفعة على منتجات التبغ وتقييد وحظر استيراد وبيع الشيشة ومنع التدخين في الأماكن العامة والمغلقة بالإضافة إلى إخضاع تبغ الشيشة لنفس معايير الفحص الصارمة المطبقة على السجائر وتنفيذ حملات توعوية للحد من انتشار التدخين والتأكيد على مخاطره الصحية.
ورغم الجهود المبذولة لمكافحة الظاهرة، إلا أن استمرار انتشار الشيشة بين الفتيات في تعز يستدعي تحركًا جادًا من الجهات المعنية، مع ضرورة تضافر الجهود الأسرية والمجتمعية لحماية الأجيال القادمة من الوقوع في فخ الإدمان.