الصورة مع العالم الشيعي وتحليل فرك أصابعي لحنان حسين والحقيقة الغائبة

منذ أيام وأنا منعزلة عن وسائل التواصل ولا أتابع ما يحدث فيها من جدل لانشغالي الكبير، الذي غالبًا ما أصبح يضطرني للابتعاد عن كثير من المواقف والمتابعات، ولكن بعض الزملاء الأعزاء تواصلوا بي على الخاص ونبهوني لما يُنشر في وسائل التواصل من تضليل بشأني في بعض القضايا. ولأني أعرف أن هذا البلد لن يتعافى إلا عندما يتعافى من سياسة التضليل وتسويق الزيف التي طالما استُخدمت كأداة في إدارة صراعات هذا البلد، ولأننا ما زلنا شاهدين على هذه المرحلة، فمن المهم توضيح الحقائق كما هي حتى يتسنى للباحثين عن الحقيقة أن يقيموا تقييمًا دقيقًا وسليمًا للأحداث.
أولًا: بالنسبة للصورة المنشورة لي مع العالم والباحث الشيعي علي محمد حسين فضل الله وبجوار شوقي القاضي
وهو الأمر الذي أوضحته من قبل في صفحتي وقلت: هذه الصورة تستغلها بعض الأطراف بين فترة وأخرى عندما تريد تزيف وعي المواطنين البسطاء، أو نشرها من أجل الاستغلال السياسي، فهذه الصورة كانت في عام ٢٠١٦م في الأردن، في مؤتمر اسمه (المسلمون والعالم) نظمه منتدى الوسطية، وكنت متواجدة في الأردن آنذاك، وحضرت إحدى جلسات هذا المؤتمر الذي حضره كثير من العلماء والباحثين، وكانوا جميعهم من السنة، وكان العالم الشيعي الوحيد الذي حضر كمشارك وباحث في هذا المؤتمر هو هذا العالم والباحث، والذي كان توجهه مثل أبيه محمد حسين فضل الله، ومعروف دوليًا أنه ليس من أتباع حزب الله وإن كان رافضًا لوجود الكيان الإسرائيلي، كما أنه من المناهضين والناقدين للجماعات الإسلامية المسلحة وتدخلات وأعمال إيران في بعض الدول العربية، ولتوجهات الحوثيين في اليمن، وأذكر يومها أننا جلسنا نناقش هذا الأمر ونتحدث أن المذاهب لا مشكلة فيما بينها في التعايش المذهبي، وإنما المشكلة عندما تُستخدم لأغراض سلطوية، ويومها أتذكر أننا أخذنا صورة أنا والأستاذ شوقي معه لنجسد فكرة التعايش المذهبي، وأنه لا مشكلة معنا مع المذاهب، وإنما مشكلتنا مع من يستخدم المذهب أو الدين من أجل فرض توجهاته الاستبدادية أو السلطوية كما فعلت جماعة الحوثي.
ثانيًا: تحليل فرك أصابعي من قبل حنان حسين
أولًا: أوجّه تساؤلًا للأخت حنان حسين: هل فرك الأصابع قضية تهم اليمنيين وكشفها والاهتمام بها يساعد في استعادة الدولة اليمنية وبنائها، خاصة ممن تعترف أنها لا تعرف لغة الجسد!؟ أم هو انشغال في مزيد من تسطيح العقل اليمني وحرفه عن قضاياه الجوهرية!؟
ثانيًا: كان يكفي حنان حسين، وهي الأستاذة الجامعية التي تتحدث عن الموضوعية، أن ترفع السماعة وتتحدث إلى العميد طارق صالح وتسأله لماذا ظهرت ألفت الدبعي تفرك أصابعها في الصورة التي كانت معكم عندما نزلت مع لجنة المصالحة في تعز مع قيادات الأحزاب، وقابلوك وتصوروا معك ضمن برنامج لجنة المصالحة لمقابلتك بهدف مزيد من توحيد الصفوف وتقريب وجهات النظر ومحاولة سد أي فجوات بين الساحل وبين مدينة تعز، وكانوا هم من دعوك إلى زيارة تعز المدنية كونك أصبحت عضوًا في مجلس القيادة الرئاسي، ولدينا مشروع مشترك في مواجهة الحوثي.
وأتوقع أن العميد طارق صالح كان سوف يكفيك تعب ومعاناة التحليل النفسي وتقفي على الحقائق كما هي، وكان سيقول لك إن ألفت الدبعي قالت له بالنص يومها وبوجود عبد الوهاب عامر الأمين العام للمكتب السياسي وأعضاء لجنة المصالحة من الأحزاب ممن كانوا في اللقاء، حيث قلت له بشكل صريح يومها: بأني سأكون معك شفافة وواضحة وأقول لك إن ذاكرة تعز لن تنسى “دقوهم بالقناصات”، وعليك أن تدرك أن تعز هي السهل الممتنع، إذا ساهمت في تحريرها جعلتك زعيمًا ونسيت كل جراحها، وإذا اعتقدت أنك فقط تريد تسيطر على تعز، فهي ستنتفض دون وعي ضدك. وقلت له: اليوم نحن كلنا في جبهة واحدة وعلينا أن نعمل على سد أي فجوات بين الساحل والمدنية وربطها بالدولة ومؤسساتها والتركيز على هدف التحرير.
وللأمانة، العميد طارق كان متفاعلًا وإيجابيًا معنا، وكان لقاء يجسد توجهات وطنية جمعت الجميع وهدفه المصلحة الوطنية العليا، وأذكر أنه وضح لي وجهة نظره حول كتيبة القناصات التي قيل إنه دربها ضد تعز أيام ما كان مع الحوثي، وقال: إنها جزء من استراتيجيتهم لتمويه الحوثي والسيطرة على معسكر الرضمة من الحوثيين. وقلت له: إذًا لا بد أن يكون لنا لقاءات أخرى يومًا ما نتكلم فيه على هذا التاريخ من أجل مزيد من معرفة الحقائق كما هي.
وأنا هنا أطالب العميد طارق صالح أن يوضح للأخت حنان حسين ما هي المصالح التي قد طلبتها منه أو أخذتها منه ضمن زيارتنا لك في لجنة المصالحة آنذاك.
أخيرًا
ما تحدث به الأستاذ شوقي في قناة المهرية، ويبدو أنه أثار جدلًا كبيرًا، سمعته أيضًا قبل قليل وسمعت بعض الردود على الأستاذ شوقي، وأجدني أميل بشكلٍ ١٠٠٪ لما طرحه الأستاذ علي البخيتي من تحليل كرد على الأستاذ شوقي، وهو الأمر الذي أتبناه أنا أيضًا، والأستاذ شوقي كما أعرفه أنا يمثل مدرسة لوحده داخل حزبه، ولا أتوقع أن ما يطرحه يمثل توجه حزبه، الذي هو منخرط في وحدة المكونات ومواقفها في هذه المرحلة.
وعليه أن يوضح ما يتعلق بهذا الأمر الذي لا علاقة لي به مطلقًا.
ويكفي أن يتم التعاطي مع ما يطرح شوقي القاضي ومناقشته كأفكار، لأن التوجهات العامة للأحزاب والمكونات السياسية أصبحنا نعرفها تمامًا متى تكون وكيف تكون، وأي متابع دقيق للأحداث يستطيع أن يميز بين التوجهات الفردية وتوجهات الأحزاب والمكونات.
كما أنصح العميد طارق بالانتباه إلى الكثير ممن حوله، الذين لم يستطيعوا استيعاب التحولات ويحاولوا العيش في الماضي. وأن يهتموا ببناء اليمن وإعادة الدولة وترسيخ التعايش السلمي، ويتجاوزوا الاهتمام بفرك الأصابع.