صامد الشقب: رحلة مهندس ريفي مليئة بالطموح رغم الخيبات

تقرير عميـد المهيوبي لـ”رواها 360:
يواصل المهندس الريفي صامد عبد المؤمن الشقب مهنة صيانة البرمجيات على الرغم من الصعوبات والتحديات المستمرة التي يواجهها في ظل الحرب.
وبرغم نزوحه للمرة الرابعة وتعرضه للاختطاف القسري ما زال يعرف بالهمة والحماس وحبه الكبير لمهنته، وما زال يحظى بصيت ذائع في منطقته والمناطق المجاورة لها.
البداية : شغف الصيانة والتأثر بالوالد
ويقول صامد في سرد قصته مع مهنة الصيانة “كنت متعلقاً كثيراً بوالدي ولا أفارقه وتأثرت كثيراً فيه وبنجاحه في العمل وكنت أحاول إصلاح كل ما وقع في يدي من أدوات حتى العام 2001 وأنا في الثانوية العامة استقللتُ بعملي”.
البحث عن الذات بين التعليم والصيانة والغربة
وأضاف “حصلت على دبلوم لغة عربية عام 2004م ولم يحالفني الحظ بوظيفة مناسبة فعدت للعمل في صيانة المكائن الكومبريشن الخاصة بتكسير الأحجار وإصلاح المواطير حتى العام 2012، بداية الأزمة في اليمن سافرتُ إلى السعودية واكتسبت خبرةً جديدةً في إصلاح الدريلات الكهربائية حتى جاء قرار ترحيل اليمنيين من المملكة أواخر عام 2013م”.
وتابع “عدت إلى القرية فوجدت أنه لم تعد هناك حاجة لإصلاح المواطير؛ فعملتُ في مهنة بناء الأحجار لمدة عام كامل ثم عدت للصيانة مجدداً ونظراً لصعوبة العيش قمت باقتراض مبلغًا يسيرًا من بعض أصدقائي وبدأتُ التجارة في مجال الكهرباء والطاقة الشمسية وتحسنت حالتي حتى وصلت الحرب إلى القرية أواخر العام 2015م مما أدى إلى نزوحي وتشردي واختطافي”.
النزوح والتشرد
تشرد صامد وتجرع ويلات النزوح لأكثر من مرة وتعرض خلال مسيرة نزوحه للاختطاف قسرياً ومر بكثير من المحطات يرويها باختصار في حديثه قائلاً ” عندما انفجرت شرارة الحرب في القرية واشتد القصف على المنطقة نزحت مع أسرتي متوجهاً إلى عدن وعملت هناك في صيانة وإصلاح المواطير والكمبريشنات لمدة خمسة أشهر ولكن بسبب درجة الحرارة المرتفعة وعدم قدرة أطفالي على تحمل الحرارة غادرت مع أسرتي قاصداً دمنة خدير وسكنت في منزل أحد الأقارب وبدأت أبحث عن عمل هناك ولكن هذه المرة كانت كل محاولاتي بالبحث مكللة بالفشل والخيبات تطاردني”.
ويواصل صامد حديثه” خلال فترة إقامتي في دمنة خدير جاءني اتصال من أحد أبناء القرية يخبرني بضرورة وجودي لأجل أن أسحب ما استطيع سحبه من أغراضي المنزلية وأدواتي الخاصة بالعمل فكانت العودة هي الخيار الوحيد وتوجهت مع أسرتي إلى منطقة عركب المجاورة لقريتنا منتظراً العودة لمنزلي وهناك بدأت العمل في مجال مهنتي وتمكنت من جمع شيء يسير من المال وشراء أدوات تجميل وعطورات بجانب عملي واستمريت على هذا العمل حتى تاريخ اختطافي”.
إختطاف قسري وآثار نفسية عميقة
في منتصف العام 2017 م تم اختطاف صامد من محله قسرياً بحجة أنه من أبناء منطقة الشقب حتى تاريخ 17-9-2017م وخرج بعدها وحمل أسرته وعاد نازحاً للمرة الرابعة وبخلاف المرات السابقة هذه المرة كان نزوحه إلى الجزء الأمن من قريته والبعيد عن خط النار التي يقع فيها منزله الأساسي وعن تفاصيل اختطافه وعدم استسلامه يقول صامد “ترك الاختطاف عليَّ آثارًا نفسية كبيرة ولكنني لم أستسلم وعدت إلى قريتي الشقب مع أسرتي نازحاً للمرة الرابعة ووجدت بيتا متواضعًا لخالي واستقريت فيه ومارست عملي في المنزل لمدة ستة أشهر”.
العودة إلى الشقب بداية جديدة
وأردف” بعدها وجدت دكانا صغيرا فاستأجرته وهناك تبرع لي الأهالي بأرضية صغيرة لبناء دكان للعمل وغرفة لأطفالي فاستلفت مبلغا جديدًا وبنيت الأرضية ولم استطع إكمالها من حيث السطح والأبواب”.
الطموح المستقبلي
وعن طموحه المستقبلي يقول صامد “أطمح إلى توسيع عملي في مجال الصيانة والتجارة، وأن أتمكن من بناء محل متكامل يلبي احتياجات أهالي منطقتي والمناطق المجاورة كما أطمح بإكمال بناء منزلي الجديد ليكون مأوى مستقراً لأطفالي وأسرتي، بعيداً عن الخوف والمعاناة التي عشناها بسبب الحرب والنزوح.”
رسالة صامد
وأرسل صامد رسالته إلى كل من يواجه تحديات الحياة قائلاً: “لا تستسلموا مهما بلغت الصعاب، فبالإصرار والعمل يمكن تحقيق الأحلام. ربما الظروف تحاول أن تكسرنا، لكنها دائماً تمنحنا فرصة لنثبت صمودنا وقوتنا.”
لكل إنسان من اسمه نصيب وصامد نال النصيب الأكبر من اسمه متحدياً كل ظروف الحرب والمعيشة وصابراً على الحياة. يعمل بكل جهد واهتمام وكله أمل بالعودة إلى منزله القديم الذي نزح منه بداية الحرب.