برشلونة.. ثلاثية المجد تعيد ملوك إسبانيا إلى عرشهم

طبعا في موسم استثنائي حُفِر في ذاكرة العشاق، أعاد برشلونة كتابة التاريخ بثلاثية ذهبية: الدوري الإسباني، كأس الملك، وكأس السوبر.
وبالطبع ليس مجرد تتويج، بل استعادة للهيبة، وتجديد للعهد مع المجد.
فلقد كانت فرحة الجماهير هذه المرة مختلفة، نقية، عميقة، صادقة كما لو أنها صلاة على أقدام ملعب “مونتجويك”، أو دمعة نزلت حين رفع القائد الكأس الثالثة، معلنا عودة الملوك الحقيقيين لإسبانيا.
نعم: “ملوك إسبانيا”، ليست مجرد عبارة عابرة، بل وصف دقيق لبرشلونة حين يكون في ذروة عطائه. النادي الذي لا يكتفي بالفوز، بل يقدس الجمال في اللعب، ويحول المستطيل الأخضر إلى مسرح تعبق فيه الروح، وتصفق فيه القلوب قبل الأيدي.
تذكروا بعد موسم صعب مضى، كان فيه الشك ضيفا ثقيلا، لكن ها هو البلوغرانا يرد بثقة وشموخ.
بل اكتسح خصومه، وأثبت أنه لا يموت، قدر ما ينهض من الرماد كما العنقاء، في كل مرة أشد بأسا وأعمق حكمة.
وصدقوني لا شيء أروع من أن ترى فريقك يسحق التحديات، ويحولها إلى أغنيات نصر تُتلى في المقاهي، وتُكتب في دفاتر الأطفال، وتُعلق على جدران القلب.
بمعنى أدق فإن برشلونة اليوم ليس فقط ناديا، قدر ما هو حالة وجدانية، طقس من طقوس الفرح، وذكرى تتكرس مع كل تمريرة عبقرية وكل هدف يُسجل بشغف.
وهكذا لم يكن الفوز بثلاثة ألقاب مجرد حصاد موسم، بل تأكيد جديد على أن الكيان الكتالوني لا يزال حيا، قويا، متفردا، يستحق الحب والدهشة والانبهار.
لذلك شكراً برشلونة… لقد أسعدتم جماهيركم، وأسعدتمونا جميعا.
وبالنتيجة علمتمونا مجددا كيف تكون الكرة متعة، وكيف يكون الانتصار كرامة.
وسنبقى نهتف:
برشلونة العظيم يكتسح، ويكتسح، ويكتسح… لأنه باختصار، ملك إسبانيا الأول، وحلمها الدائم.!