بين منطق الدولة ومنطق الميليشيا

كتب حسين الوادعي:
استسلمت فرنسا لألمانيا عام 1940 مع أنها كانت لا تزال تحتفظ بجيشها ومؤسساتها وخدماتها. لكن الاستمرار في الحرب كان خيارا خاسرا في ظل التفوق الكاسح لألمانيا. لكنها خلال 4 سنوات استجمعت قواتها وحررت نفسها، بل واسقطت النازي فذ عقر داره.
واستسلمت البابان لأمريكا في 1945 رغم أنها كات قادرة على ادارة معارك طويلة. لكن الاستمرار في مواجهة الرعب الذري كان قرارا انتحاريا يعني إبادة واسعة للملايين. وبعد سنوات استجمعت اليابان قواها واطلقت معجزتها الاقتصادية.
واستسلمت مصر في 6 أيام أمام اسرائيل في 1967 ، مع أنها بجيشها وجمهورها كات قادرة على الاستمرار في المواجهة. لكنه كان قرارا عسكريا وإنسانياً خاطئا في ظل الانكشاف الجوي والعجز عن صد تقدم العدو. لكنها خلال ست سنوات أعادت بناء قواتها لتحقق نصراكتوبر 1973 وتحرر كل أراضيها.
هذا الفرق بين منطق الدولة ومنطق الميليشيا.
الميليشيا لا تتوقف ولا تعترف بهزيمتها حتى لو تسببت في إبادة مجتمعاتها.
الميليشيا لا تهتم الا ببقائها هي حتى لو صارت القضبة غبارا وصار الشعب جثثا ومقابر وأرقاما مجهولة.
الميليشيا تستثمر في أعداد القتلى كما يستثمر المرابي في ديون ضحاياه.
وهذا قدر كل مجتمع سقطت فيه الدولة لتحكمه الميليشيا بمنطقها الدموي.
