إنسان الغابة يعيش في صنعاء

عادل الشرجبي/

ذات مرة في القاهرة، عبر رجل يمني أحد شوارع وسط البلد من غير المكان المخصص لعبور المشاة، ووجد أحد أفراد شرطة المرور أمامه يكتب له سند مخالفة بعشرة جنيه، قال: ما لك؟ أو أنا سيارة؟ فرد عليه: النظام كذا يا شيخ. حدث هذا لأن الدولة عندنا بعد مرور أكثر من ستة عقود على ثورة 26 سبتمبر 1962، لم تستطع نشر الثقافة المرورية في أوساط المواطنين، ولازلنا نسير في الشوارع كما يسير إنسان الغابة، تمر دراجة نارية يركبها أربعة ركاب، يسير بها السائق على الرصيف في أوقات ذروة الازدحام، ويتجاوز إشارة المرور وهي حمراء ولا يعترض عليه جنود المرور والقوات الخاصة العشرة المتجمعين في جولة سيتي مارت، وإذا مرت سيارة صالون جديدة يلقي أحد أفراد شرطة المرور التحية على سائقها، ثم يفتح له الخط ويغلقه مرة أخرى بعد مروره. يفتح شرطي المرور الخط للسيارات فيوقفها المارة ويمشون الهوينا أمامها دون أن يوقفهم شرطي المرور، يدور سائق التاكسي 180 درجة داخل الميدان ولا يعترض عليه شرطي المرور، وهذا الدوران غير مسموح به سوى في اليمن، والأدهى من ذلك حين يفعلها سائق سيارة من أقصى يمين الشارع وعلى يساره صفين من السيارات، تمر سيارة يقودها طفل لا يتجاوز عمره 12 عام، وإلى جانبه عدد من المسلحين، دون أن يتدخل شرطي المرور ولا الجنود اللي لابسين “مموه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى