جماعة حراس المعبر في زاوية أشد من ضيقة…؟!

جماعة الحوثي تحشر جماعة حراس المنفذ في زاوية أشد من ضيقة بمبادرتها حتى مطلع الفجر، عندما بادرت مؤخرًا بإعلان الفتح من جانب واحد للمنفذ على مدار الساعة.
فقد أعلن محافظها المساوى أنها ستفتح معبر جولة قصر الشعب – الحوبان ابتداءً من الليلة، ثالث أيام الشهر الفضيل، على مدار 24 ساعة لتسهيل المرور والتنقل للمواطنين، وفي ذلك أمر حسن ومقبول من عامة الناس.
لتبقى جماعة حراس المعبر تندب حظها لضعف حجتها، بسرد تبريرات شبعت الناس منها، تراها ليست أكثر من مغالطة وتنبئ عن عدم مسؤولية.
بإمكان جماعة حراس المعبر التعامل مع مبادرة حتى مطلع الفجر بنوع من الكياسة والحكمة، واعتباره أمرًا واقعًا من أجل مصلحة الناس، في القبول به وعدم التشدد، والعمل على تسهيل المرور الآمن دون الحاجة لإعلان مقابل أو إثارة الضجيج، حتى لا تُحرج نفسها ما دامت قد مكنت خصمها من حشرها في الزاوية، مع أخذها الاحتياطات اللازمة لمواجهة تداعيات المخاوف المحتملة، ولا غبار عليها في ذلك، لئلا تُعد هي من يرفض المبادرات ويجهض الحلول الإنسانية.
جماعة الحوثي تنتشي بأنها تبادر ولا تلقى شريكًا في الجانب الآخر، وتحاول أن تُصدر نفسها للرأي العام على هذا الأساس، في حين يظهر الطرف الآخر مجرد متلقٍ يتعامل بـسَفَه وعدم مسؤولية مع تلك المبادرات.
حالة العجز والإعاقة المستديمة لدى الطرف المقابل هي ما يمكّن الحوثي من تقديم نفسه للبسطاء – على الأقل – كصاحب فضل ويد عُليا، فيما الطرف المقابل مجرد مرتزق فوضوي لا يعبأ بحياة الناس ومصالحهم.
ماذا لو أن جماعة حراس المعبر تلتزم بسياسة غضّ الطرف، وألا تعكّنن وتأخذها العزة بالإثم فترفض المبادرة، أو تُشدد كنوع من ردة الفعل الحمقاء؟
تحرص جماعة الحوثي على أن تقدم نفسها كطرف قوي يمتلك زمام المبادرة دومًا، وتسوق نفسها على هذا الأساس، فيما يظهر حراس المعبر على العكس: ضعفاء، خائفين، يخشون الداخل أكثر من جبهة الخارج، مكتفين بذلك الزقاق الذي يدرّ عليهم ذهبًا، ولا يرغبون حتى في مجرد توسيعه حتى لا تتوزع وتذهب المصالح. هكذا تبدو الصورة أمام المواطن العادي.
الجماعة – طبعًا حقّنا – مشغولة بالتمور وسفاسف الأمور حول المفطرات والكفّارات وخطط قرمشة الصدقات، وما هي فاضية لحكاية معابر وخزعبلات الملالي وقتلة الأطفال.
ولسان حالها يقول: من جَزِع وإلا تَجْزع نفسه..!
خلونا نصوم سوا…