كيف نحتفي بثورة ٢٦ سبتمبر؟!

كتب سامي الكاف:
كيف يمكن الاحتفاء بذكرى ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ بعد كل هذه السنوات الفائتة في ظل واقع راهن صعب ومعقد تعيشه اليوم الجمهورية اليمنية التي جاءت عبر وحدة بين الجمهورية العربية اليمنية في الشمال وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب؟
هل يمكن الاحتفاء بهذه الثورة من خلال أهدافها الستة العظيمة والنظر – على نحو موضوعي: صادق ونزيه – إلى ما تحقق من هذه الأهداف؟ وما لم يتحقق؟ ولماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم؟
أليس واقع الجمهورية اليمنية اليوم ونحن نستقبل ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٤، إنما هو واقع صادم َومُحبط؛ ويشير إلى نقيض ما حدث بعد ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢؟
هل نحتفي بالذكرى العظيمة كحدث في الماضي ونسقطها على واقعنا الصادم والمُحبط كنوع من المواساة وجبر خواطر كعادة السنوات الفائتة، أو نحتفي بالواقع كما هو من منظور أن انقلاب ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ أعاد الجمهورية اليمنية إلى ما قبل ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢، وبالتالي نجعل هذا الاحتفاء – هذه المرة – دافعًا حقيقيًا لاستعادة الدولة ممن انقلبوا عليها بقوة السلاح؟
كيف يمكن إعادة الاعتبار إلى ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ على نحو موضوعي: صادق ونزيه؛ وفاعل بما يكفي ويلزم لاستعادة الدولة التي طال انتظار استعادتها ممن انقلبوا عليها بقوة السلاح في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤؛ بحيث تغدو دولة قانون يسود فيها الحق والحرية والعدل والمساواة والعيش الكريم..؟!