كمدافعة عن حقوق الإنسان لا يمكنني الصمت عن جريمة فجر الخميس في عدن

المحامية هدى الصراري :
ما حدث في مسجد مديرية المنصورة هو عار وفضيحة أخلاقية وقانونية وإنسانية. مجموعة مسلحة ملثّمة، مدججة بالسلاح، تقتحم بيتًا من بيوت الله أثناء صلاة الفجر، وتُرَوِّع المصلين بإطلاق النار، ثم تختطف إمام المسجد الشيخ محمد الكازمي وكأنه مجرم حرب، وليس رجل دين يقود الناس في صلاة آمنة في بيت آمن.
هذه ليست قوة أمنية، بل تشكيل مسلح لا يخضع لأي سلطة قضائية أو مدنية. وطريقة الاقتحام والاختطاف لا تختلف عن سلوك العصابات، بل إنها أسوأ، لأنها تمارس باسم مؤسسات يفترض أن تحمي لا أن تُرهب!
الوجوه الملثمة، السلاح، الرصاص، اقتحام المساجد، الخطف خارج القانون… كل ذلك يُعيدنا إلى نمط معروف من الانتهاكات التي تمارسها تشكيلات تُسمى بـ”قوات مكافحة الإرهاب”، او مجموعات مسلحة تتبع قيادات امنية معروفة، والتي كثيرًا ما تلطخت سمعتها بجرائم تعذيب وخطف وترويع للمواطنين، دون حسيب أو رقيب. إنها ليست المرة الأولى، ولكننا نرفض أن تصبح #عدن ساحة مستباحة لهذا العنف المنفلت.
إن ما جرى يُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين اليمنية والدستور والشرائع الدولية، وخصوصًا الحق في الأمان، وحرمة المساجد، والحق في المحاكمة العادلة. لا يمكن أن نقبل بأن يتم اختطاف الناس بهذه الطريقة الهمجية، وبغطاء صامت من الجهات الرسمية.
بصفتي مدافعة عن حقوق الإنسان، أطالب بـالإفراج الفوري وغير المشروط عن الشيخ محمد الكازمي وفتح تحقيق عاجل ومحايد في واقعة الاقتحام والاختطاف.
محاسبة كل من يقف خلف هذه الجريمة، سواء كانوا منفذين أو متواطئين بالصمت.
وضع حد للانفلات الأمني والانتهاكات المتكررة بحق المواطنين في عدن.
عدن اليوم لا تحتاج مزيدًا من الكوابيس، بل تحتاج عدالة حقيقية وأمنًا يحمي لا يرهب.
من يقتحم المساجد اليوم ويخطف الأئمة، سيقتحم غدًا منازلنا ويخطف أبنائنا، إن لم نقف جميعًا ضد هذا الإرهاب المنظم.