وسط إخفاق وصمت السلطات… 60 ألف مخطوطة يمنية هُربت إلى القدس

في ظل تصاعد حدة التهريب والنهب المستمر للتراث اليمني، تبرز قضية تهريب المخطوطات اليمنية كمثال واضح على الإخفاق الكبير للسلطات المسؤولة في حماية هذا الإرث التاريخي العريق. وفي هذا السياق، تسلط الأضواء مؤخراً على المكتبة الوطنية العبرية في القدس، التي حصلت على أكبر مجموعة من المخطوطات اليمنية في العالم، مما يثير العديد من التساؤلات حول كيفية وصول هذه الكمية الكبيرة من المخطوطات إلى خارج اليمن.
حصلت المكتبة الوطنية العبرية في القدس على أكبر مجموعة من المخطوطات اليمنية في العالم. تشمل المجموعة، التي يبلغ عددها 60 ألف قطعة، قطعاً بارزة. وقد تم التبرع بهذه القطع للمتحف يوم الخميس 18 يناير 2024م من قبل عائلة يهودا ليفي ناحوم (1915-1998)، وهو يهودي يمني هاجر إلى فلسطين في عام 1929 عندما كان عمره 14 عاماً. وعلى مدى ستة عقود، جمع ناحوم أكبر مجموعة من المخطوطات اليهودية اليمنية في العالم في مكان واحد، وفقاً لموقع نقابة الأخبار العبرية.
وتساءل الباحث اليمني المختص بالآثار عبدالله محسن على صفحته في فيسبوك بالقول:”كيف تمكن ناحوم من جمع هذه الكمية الكبيرة جداً من المخطوطات، والتي رغم كبرها لا تمثل إلا نسبة لا تذكر من أعداد المخطوطات اليمنية المهربة خلال العقود الأخيرة”.
ويبقى سؤال بالغ الأهمية: أين اختفت مخطوطات المكتبات الرسولية التي تزيد عن 100 ألف مخطوطة على أقل تقدير؟
إن استمرار تهريب التراث اليمني يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الجهات المعنية في اليمن والعالم، حيث يتطلب الأمر تنسيقاً دولياً حثيثاً لاستعادة هذه الكنوز الثقافية والحفاظ عليها للأجيال القادمة. وتبقى قضية المخطوطات اليمنية المهربة جرس إنذار يستدعي التحرك الفوري والجدي لمنع استمرار هذه الجريمة الثقافية.